کد مطلب:240890 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:187

افیعد ما لایفی به
روی الصدوق حدیث مناظرة الإمام الرضا علیه السلام مع سلیمان المروزی فی إرادة الله جل جلاله هل هی فعل أم صفة؟ منها ما یلی:

«و ما الدلیل علی أن إرادت علمه؟ و قد یعلم ما لایرده أبدا، و ذلك قوله عزوجل: «و لئن شئنا لنذهبن بالذی أوحینا إلیك». [1] فهو یعلم كیف یذهب به و لایذهب به أبدا، قال سلیمان: لأنه قد فرغ من الأمر فلیس یزید فیه شیئا، قال الرضا: هذا قول الیهود، فكیف قال عزوجل: «ادعونی أستجب لكم». [2] قال سلیمان:إنما عنی بذلك أنه قادر علیه، قال علیه السلام: أفیعد ما لایفی به؟! فكیف قال عزوجل: «یزید فی الخلق ما یشاء»، [3] و قال عزوجل: «یمحوالله ما و یثبت و عنده أم الكتب»، [4] و قد فرغ من الأمر، فلم یحرجوابا» [5] .

خلف الوعد فی العقول قبیح و لاسیما من القادر الغنی بالذات بناء علی مذهب العدل الذی یقوله أهله و هم الإمامیة، و المعتزلة القائلون بعدم الجبر فی أعمال العباد و لكن فرقة المعتزلة الیوم تجدهم فی مناظراتهم یذهبون مذهب الأشاعرة الذاهبین إلی الجبر، و أما الیهود فیقولون بأن الله عزوجل قد فرغ من الأمر و فوض كل شی ء إلی العباد و سلیمان المروزی فی مناظرته الآنفة الذكر یذهب مذهب الیهود الزاعمین بأنه جل و جلاله قد فرغ من الأمر، فرده الرضا علیه السلام بمالم یحرجوابا بآی من القرآن الكریم الناطقة علی ضد قوله و سلیمان قد اعتاد بالتمسك بقول الیهود الباطل و لایؤمن بالحق شأن الجاهل المكابر حتی بعد سطوع البرهان، و حكم العقل السلیم بأن القول بالفراغ من الأمر إنكار للقدرة المطلقة الذاتیة قال تعالی فیما اقتص عن الیهود: «و قالت الیهود یدالله مغلولة غلت أیدیهم و لعنوا بما قالوا بل یداه مبسوطتان ینفق كیف یشاء...». [6] .



[ صفحه 73]



و من هنا یتجه السؤال:

لماذا یطریه المأمون و أنه متكلم خراسان؟ و الجواب أن الغایة من الإطراء لأمثال سلیمان الخداع و إرادة الفتك به علیه السلام إن قیل إنه عدلی، [7] لایهودی المسلك الأعمی؛ وحب الرئاسة هو الذی یعمی و یصم كائنا من كان.



[ صفحه 74]




[1] الإسراء: 86.

[2] المؤمن: 60.

[3] فاطر: 1.

[4] الرعد: 39.

[5] عيون الأخبار 151:1، التوحيد: 452 - 451.

[6] المائدة: 64.

[7] نسبة إلي العدل أي قائل به و بأصل الحسن و القبح العقليين.